[LCM Articles] AS SEYASSAH August 9 2006

Abdallah Jabbour abdallah.jabbour at gmail.com
Tue Aug 8 18:46:51 EDT 2006


http://www.alseyassah.com/alseyassah/International_13.asp

     ملامح لبنان الجديد تلوح من تحت الركام!
 *انهيار "توازن الرعب" الموهوم*
 * على رؤوس حزب الله وإيران وسورية*
 *
تحليل سياسي

لندن-كتب حميد غريافي:
وضعت التطورات العسكرية والسياسية والديبلوماسية المتسارعة خلال الأيام الخمسة
الماضية »حزب الله« وإيران وسورية بين فكي كماشة لا فكاك من ضغطهما المبرح,
وحولت »مغامرة« هذه الأطراف الثلاثة إلى ما يشبه الكارثة التي ارتدت عليها
وستظهر نتائجها المدمرة شيئاً فشيئاً خلال الأسابيع القليلة المقبلة, عندما
سيضطر حسن نصر الله إلى حزم حقائب العودة كسير الجناحين من هذه المغامرة
القاتلة التي حولت مناطق نفوذه الواسعة في لبنان إلى قاع صفصف, لمواجهة نتائج
ما فعله »توازن رعبه« بمليون شيعي ونحو ثلاثة ملايين لبناني آخر, متى خفتت
أصوات المدافع وظهرت حقيقة المآسي التي لن يكون بمقدوره التعامل معها حتى بمئات
ملايين الدولارات الإيرانية الموعودة, إذ أن نصف سكان الجنوب والبقاع والضاحية
الجنوبية من بيروت لن يجدوا منازلهم عند العودة القريبة إليها وإذا وجدوا
بعضها, فقد تحولت إلى أطلال أو أصيبت بأضرار بالغة لا يمكن استخدامها قبل أشهر
شتوية طويلة.
أما النتائج الكارثية الحقيقية لهذه الحرب المدمرة على إيران فستكون أكثر سوءاً
مما سيواجهها حليفها حسن نصر الله الذي التزم بأوامر مغامرتها سيئة الحسابات في
التوقيت والكلفة والنتيجة, عندما سيواجه محمود أحمدي نجاد خلال الأسابيع
الثلاثة المقبلة حرب عقوبات دولية حاول الهروب منها بشنه الهجمة على إسرائيل من
لبنان, إلا أنها ارتدت عليه وبالاً أكبر إذ انفصلت عنه حليفتاه الأقرب روسيا
والصين, ليصبح الدولة المنبوذة الثانية بعد سورية الأكثر عزلة واستفراداً في
العالم, حتى قبل كوريا الشمالية, ويواجه النتائج الكارثية نفسها على حزب الله
ولكن بضغط أكثر هولاً يتناسب مع حجمه »النووي« الذي يبدو أنه سيقضي عليه شيئاً
فشيئاً.
وإذا ما جرى التدقيق في الشريط التلفزيوني الذي صور وزير الخارجية السوري وليد
المعلم وهو يغادر اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت أول من أمس بشكل يكاد
يكون »طرداً فعلياً« من الاجتماع, وإذا ما جرى الاستماع إلى تصريحاته البليدة
إياها التي لم تتغير منذ ثلاثين عاماً مع عدم تغير حزب البعث المريض في دمشق
بداء لا أمل في شفائه, تتأكد أيضاً تلك النتائج الكارثية للحرب في لبنان على
المستقبل القريب لنظام بشار الأسد المتشح بالسواد الذي غامر بآخر ما يملكه من
رصيد في لبنان, وهو ورقة حزب الله أيضاً, وخسر المغامرة والمقامرة باللبنانيين
وبما وصفه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في المؤتمر بقوله »إن العرب يقفون
اليوم (بفعل هذه المغامرات الطائشة) أمام مفترق طرق سيتحدد معه مستقبلنا
ومصيرنا جميعاً«, وهو أمر لم تعد الدول العربية تسمح للسوريين والإيرانيين
وأدواتهم المسمومة في لبنان أو العراق أو فلسطين بأن يتلاعبوا به, تماماً كما
حاولوا أن يدفعوا بإسرائيل نفسها إلى »مفترق الطرق« هذا, في المقابل عندما أعلن
شمعون بيريس قبل أسبوعين أن الحرب في لبنان على حزب الله وإيران وسورية هي
»مسألة حياة أو موت« للشعب اليهودي.
وأكدت الملامح التي بدأت تتكون للبنان والمنطقة منذ ظهور نص مشروع القرار
الفرنسي- الأميركي إلى مجلس الأمن لانهاء »الأعمال العدائية« في الأراضي
اللبنانية ووقف الحرب, إن »حزب الله« فقد جناحيه كلياً إذ بات من المؤكد أنه
سيتحول من صقر إيراني-سوري جارح إلى حمامة وديعة مقصوصة الريش, بدليل أنه منذ
الآن, وقبل أن تنتهي »بطولاته الدنكشوتية« في مواجهة الآلة العسكرية
الإسرائيلية الجهنمية, سلم بإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب الذي كلف
اللبنانيين آلاف القتلى والجرحى ومئات آلاف النازحين والمشردين والمهاجرين
والمهجرين, وأعاد لبنان إلى »العصر الحجري« الذي »بشرت به إسرائيل الشعب
اللبناني, وبالتخلي عن مزارع شبعا إلى »نقاط السنيورة السبع« وعن سمير القنطار
إلى ماشاء الله, وهو الآن يسعى جاهداًمن الأنفاق التي يختبئ فيها, عبر حليفه
نبيه بري الذي قد يلحق به قريباً جداً إلى تلك الأنفاق, الخروج من الكارثة ولو
بقطرات معدودة من ماء الوجه, والقبول من الغنيمة بالاياب, قبل أن تتحقق أحلام
أيهود أولمرت في الوصول براً إلى بعلبك والهرمل, بعدما تكاد جنازير دباباته
تلامس حدود الليطاني في توغلها 20 كيلومتراً أعلنها أول من أمس منطقة
»إسرائيلية« بمنع التجول فيها, ما يعني باللغة العربية التي يعرفها حسن نصر
الله جيداً أنها سقطت عسكرياً ولم يتبق فيها سوى جيوب يجري تنظيفها بهدوء وحذر
منعاً لسقوط خسائر لم تعد مجدية في صفوف قواته.
وبسقوط تبجحات منو شهر متكي, وزير الخارجية الإيراني التي أطلقها الأسبوع
الفائت من على منابر بيروت, والتي حدد فيها شروط إيران »لإنهاء الحرب على
إسرائيل« وبعودة زميله السوري وليد المعلم إلى بلده أول من أمس من مؤتمر وزراء
الخارجية العرب في بيروت بخفي حنين, مهيض الجناح, مغلوباً على أمره, وبتخلي
نبيه بري ومحمد فنيش وطراد حمادة وزملائهم في حزب الله وحركة أمل عن
»عنترياتهم« و»توازن رعبهم الصاروخي« مع 400 رأس نووي إسرائيلي, ورضوخهم جميعاً
لقدر مجلس الأمن الدولي المحتوم, يكون »مفترق الطرق« الذي تحدث عنه سعود
الفيصل, بدأ يتخذ معالمه جديدة الأبعاد العالم العربي عن المغامرات
الفارسية-البعثية الهوجاء, ومنعه من »أن يكون تحت أي ذريعة بعد الآن ساحة صراع
النزاعات الإقليمية والدولية«.
وتؤكد كل المعطيات الجديدة الناجمة عن هذا الزلزال المدمر الذي أهلك نصف لبنان,
أن تطبيق القرار الدولي 1559 أو شبيهه »اتفاق الطائف« بات أمراً محسوماً رغم
التغيير الطفيف الكلامي والورقي في أولوياته, لجهة بسط الجيش اللبناني سلطته
على كل أراضيه قبل نزع سلاح الميليشيات أو بعده لا فرق, وأن صواريخ حزب الله
»الجرارة« أصبحت في طريقها إلى مخازن الجيش في اليرزة »آشاءت إيران وسورية أم
أبتا«, وأن على السيد حسن نصر الله وأئمة حزبه أن يعودوا إلى »أعمالهم«
الطبيعية السابقة كرجال دين في حسينياتهم ومدارسهم الفقهية وينزعوا ثياب
الميدان العسكري التي لا تليق بهم ولا تناسبهم أصلاً, ويعتمروا السلام والأمان
لتعميمهما على مجتمعهم الذي لابد وأن يحاسبهم بطريقة أو بأخرى على ما جنته
أيديهم بحقه من قتل ودمار وخراب وتشريد.*

------------------------------
Talk is cheap. Use Yahoo! Messenger to make PC-to-Phone calls. Great rates
starting at 1¢/min.
<http://us.rd.yahoo.com/mail_us/taglines/postman7/*http://us.rd.yahoo.com/evt=39666/*http://messenger.yahoo.com>
-------------- next part --------------
An HTML attachment was scrubbed...
URL: http://mailman.mit.edu/pipermail/lebanon-articles/attachments/20060808/53699df3/attachment.htm


More information about the Lebanon-Articles mailing list